hosam hashesh

11


































بنت جميلة اسمها إيمان وأشطر الشطار  محمد عبدالجواد
سيحكون عن فارس الأحلام هى كل عمره... وأنه لما شد الرحال إلى بلاد النفط ..كانت  إيمان   تقبض على يديه .. تستحلفه أن يبقى .. لما انتزع يده من يدها باكياً كانت تقرأ فى عينيه لا إله إلا الله فيكمل من عينيها محمد رسول الله لكنه تأخر .. والبحر - هذا الصديق الوحيد - يبتلع الشهادة ولا يكملها .. لم تكن تعرف أن الصحراء هناك قاسية .. وأن فارسها  لم يكن الحالم الوحيد ..بل كان الحالمين كثيرون كرمال الصحراء الممتده أمامهم والأهل لا يصبرون .. بينما العمر يجري جار معه أحلامنا المهزومه .. الأرض هنا - أيضاً - ليست حنوناً .. قالت : وماذا نملك غير الانتظار .. سبع سنوات يا " إيمان كافية .. سيرجع " محمد " مكللاً بأكاليل الغار .. يدفن أوجاع ثلاثون عاماً داخل صدرك النحيل .. لن ينتظر الظلام ولا خلو الشارع من الناس ..كي يختلس منك قبلة .. لن تضطري مرة أخري لإختلاق أعذار لتأخره في خطبتك .. لا تندهشى .. ربما كانت اليد قصيرة لكنها ستكون دافئة .. سيرسم " محمد " بأنفاسه المرهقة ملامحك المريمية علي سماء الرب .. فتشرق  فيهاعيناك .. لتمنحنا شمساً  لا يشاركنا أحد  
 
 محمود سليمان الولد السمائى
كنا نراها يومياً ..كانت من عمر أباءنا ..تطل علينا من سجنها الزجاجي
برداً وسلاماً لكنها كغير عادتها ابتسمت له فاستوقفته
محمود ... أيها الولد السمائى كن حذرا..يومها كان النهار يفر من أمامه مسرعاً .. فناء " الثانوية بنين " بدا مرعبا..وحده " محمود " يحمل  أوجاعه ..اصطدته الدانة العجوز وراودته عن نفسه .. وراح يحلم ,الريشة في يده والألوان تتسابق معه .. اللون الأبيض لم يكن موجود ..بينما اللوحة في ذهنه اكتملت , كان يحلم بجناحي يمامة يبرزان من رأس دانة عجوز هل غضبت منك - يامحمود - حين اشعلت فيها النار ؟ لم تكن تعرف أنك تجلو عنها صدأ السنون .. وربما بعضاً من أثامها .. أقرءتها السلام فلم ترد ... ثم .. كيف أتتك الشجاعة - يا الله - لتفجر دانة حقيرة في جسده وتبعثر أشلاءه / حلمه / ريشته بعيداً عن أحبابه ..لما لم تعطينا الفرصة كي نودعه .. ونتشمم أنفاسه الطاهرة قبل رحيله ..لما جعلتهم يقيدون الحادث " قضاء وقدر " وأنت تبتسم .. كأنه لا يعنيك شق الصدور ولطم الخدود .. خطفته الدانة العجوز ورقصا معاً رقصة الموت .. لم تترك لنا من محمود سوي ألوانه .. فقط الأحمر هو ما تبقي لنا .. لكنه سيعود كهواء مارس الذى رحل معه  .. ستعود _ يامحمود - ستهب من بين أوراقنا بحكاياك الكثيرة .. نفتح صدورنا ونقذف بأعوامنا الباردة خارجنا  ونغني في هيستريا .. يوماً ما .. .تتشابك أيادينا ونغني .. يوماً ما سنغني     Edit Text