hosam hashesh

7



















 قصتان قصيرتان

ذات

جاء الدور علىّ لأشكل قطعتي الصلصالية ...كما أمرتني  " أبلة الرسم" مثل بقية زملائي

سألتني وهى تعطيني القطعة .. ماذا ستفعل بها؟... نظرت إلى زملائي وقد فرغوا – تقريباً- من تشكيل قطعهم على هيئات مختلفة ... على جواري كان صاحبي " حسن " قد انتهى من تشكيل قطعته " حصالة "

وأمامي كان " حمادة" ينظر للبنت التي شكلها بضفيرتين .. وجعلها مثله نحيفة

-        لن أفعل شيئاً

هددتني أن تذهب بي إلى المدير إن لم أفعل مثل زملائي

لثوان معدودة كان الفصل كله يترقبني – كذلك قطع الصلصال وقد تراصت فوق الأدراج –

في تحدى وجدتني أخذ قطعتي وأشكّل منها أشخاصاً كثيرين بمختلف الأحجام

ثم فتتهم في قبضتي الصغيرة

بعد أن تركت أصغرهم ..

الذي تعمدت أن يشبهني إلى حد ما ......

*                                   *                                *    

خروج

مازلت أقسم لأمي أنه يجتمع بي – ليلاً – في غرفتي البدرومية تاركاً مهامه العظمى .. وهى لا تصدقني .. وتقرأ على رأسي " الفاتحة والمعوذتين " حتى أنام ...

في تلك الليلة حين اجتمع بي طبطب على روحي ... همس في أذني أن ستنبأ هم بأفعالهم هذه ولو بعد حين

لماذا تتعمد أمي أن تأتى بعد ذهابه ؟ حتى زينب – التي تزعم أنها تحبني جدا -  لا تصدقني .... كذلك الولد " سمير " جارنا .. يقول عنى إني مخبول  الليلة القادمة سأطلب منه أن يبقى حتى يراه الجميع ويصدقونني ... الليلة القادمة سأضع أصبعى في أعينهم جميعاً بعد أن يروه..

حين أتاني في غرفتي ابتسم مستدعياً حراسه النورانيين قائلاً لهم .. إنه جعلني خليفته . قال أنبئهم بأسمائهم .. فلما فعلت حملوني على أجنحتهم

وصعدوا بي من غرفتي " لفوق .. فوق خالص"

كنت أرى أمي وهى نائمة إلى جوار أبى .. أشاور لها .. لكنها لا تراني

خشيت أن أنادى عليها فأقلقها .. أدرت رأسي حيث بيت الولد " سمير"

كان يشاهد " التليفزيون " مع أخته .. أخرجت له لساني .. لكنه أيضاً لم يرفع رأسه لي ..

حين أنزلوني من فوق أجنحتهم .. كان كل شئ أبيض .. ودخان كثيف ليس له رائحة .. لم أعد أرى حتى أصابعي

بصعوبة رأيته جالساً على عرشه .. وحراسه يطوفون من حوله وهم يسبحون ..

حين طلبت منه أن يسمح لي بالجلوس معه على كرسيه ابتسم ثانية

طالباً من حراسه إعادتي لغرفتي

كنت أقسم لأمي أنني كنت " فوق " وأنني رأيتها وأبى .. رأيتهم كلهم

مازالت أمي لا تصدقني

في الليلة القادمة سأطلب منه...........

 *                             *                    *