hosam hashesh

3



















صخب الموت
 
 أنا ورانيا ..الليل ثالثنا..أيادينا الواهنة تجر أحلامنا..رانيا لاتزال تحلم بالعشة البوص..المشى كثيراً يؤلمنى..المارة الأشباح لايهتمون..الشارع عجوز يأكل أقدامنا دون أن نخطو للأمام..نحقن روحنا بالصبر..لاشى جديد..هكذا كان المخرج يعيد تصوير المشهد دون رأفة بنا نتعاطى الأحلام ..يعطينا البحر من وقتة الكثيرلنبوح ويمسح بأنامله على رأسنا ..نرتعش..ترتعش أحلامنا قالت: ماذا لو يمنحنا اللة فقط قصراً من البوص؟ قلت: ماذا لويشفينى اللة من البواسير؟ قالت...قلت:....يتمخض البحر فجأة لينجب لنا على استحياء ترعة تتناسب ودورنا التالى...فقد أدى دورة..لم يعد لنا بأمر السيد المخرج
*          *        *      *
النفق مظلم..ليس له أخر ..السنوات ثعبان يزحف..لاأملك ناياً كى يرقص عليه ولن يستجيب الا لإيقاع صاخب ..لا أجيده..سيبتلعنا..سأدخل من فمه..ستدخلين من عينيه حتماً...من ينقذنا نحن شطار الحكايا الفقيرة؟ هل يشفع الليسانس لنا؟ دعاء الوالدين؟ سورة يسن؟ النكات التى نتبادلها؟ رانيا سندخل حتماً..اقبضى على يدى بعنف..لا تجعليهم يلحظون هشاشتنا..دارى القطوع فى ملابسنا..ابتسمى..لا تنسى الابرة التى سنضعها فى عينى الثعبان..إنفجر الحضور بالضحك.. هل أفسدنا المشهد الكابوس؟ هل سيطردنا المخرج من قبضته لنتنفس حريتنا ؟ لماذا غضب اذاً وأمر باعادة المشهد؟ غنى...ماأنا بقادر غنى...ماأنا بقادر غنى....ماأنا بقادر
*       *       *        *       *
العالم يبدأ من عندها..رانيا "هتعنس جنبى"..لو كان الفقر رجلاً..يا أبى لازلت تصر على شراء الجريدة يومياً ..تتقاسم ثمنها, صفحاتها مع جارنا , يأخذ صفحات الرياضة ويترك لنا وظائف خالية ساعات تلهث عيناك وراء " مندوبى المبيعات " , أفراد الأمن..لاأدرى ماالذى جذبك اليوم فيها؟  نسبة البطالة واحد فى المئة!! أنا واحد من واحد فى المئة..لاتغضبى .ذنبك فى رقبتى ..اخوتى فى رقبتى ..حبالهم حول رقبتى ..رقبتى تحتمل من ولا من؟..يا رانيا احتملى سيحكوننا يوماً ..مد يدك لى حتى لا يتعثر أحدنا فيسخر الفضوليون..قالت : مش قادره
هكذا كلت يدك فجأة , إنفلت قلبك مسرعاً,ابتلعته أضواء العجوز ..بكى السيد المخرج , انهمرت دموعه أمطاراً فوق رأسى
 
                   علّى راسك متطاطيش 
لازم تطاطى لا النفق يلطش دماغك
علّى راسك وان مت موت
*         *          *         *
أتمدد أمامهم بلا حركة ..أسمع عويلهم , تشنجاتهم, أشعر بخيبة أملهم فىّ..هؤلاء الطيبون يصلّون من أجل أخر كان يشبهنى..يدلكون قلبى تبتسمين ..يطهرون روحى تبتسمين..يدقون لك عند عتبة الدار لاتخرجين ..يعلو بخورهم ..صخبهم
يا للمساكين...  - الأوله:باسم اللة
النفق,  الثعبان
التالته : رقوة محمد ابن عبداللة
يارانيا العشة البوص
لا حول ولا قوة
*          *             *          *        

إلى أين نمضى ؟ الأوجاع تركلنا على مؤخرتنا.. كنت ألتفت خلفى لاأراك.. أمامنا ضباب كثيف يلتهم وجوه الأشياء .. المارة الفقراء يحتضنون أشيائهم التافهة ..يمضون.. إلى أين؟ السيد يحشد الجموع للمشهد الأخير ..الكاميرا _ عيونة _ ترصدنا, الشارع / الوجوة الميتة / طوابير الحالمين تلهث وراء الناطحات التى تبصق علينا من أدوارها التى أختفت وراء الضباب.. ياللبراعة..من زاوية ضيقة تعود إلى صورة أبى ذات الشريط الأسود ...فإلىّ..فإلى السائرين النائمين الذين لم ينقص منهم غير أبى....يتحد الكل بالضباب نصير لاشئ

ما أهمية أن أغنى والمدينة كنّست كل المغنين؟

*        *       *        *
يعروننى..ذراعاى مفرودتان بطول المدينة.. مثبتتان على باب عشتنا البوص..رأسى نائمة على كتفى ..قدماى مشدوتان إلى الأرض..يمرون من تحتى ..من فوقى..يمرون من يسارى..يمينى
يمرون.." لاأحد يأتى منكم كى أمرر بأنفاسى على رأسه" الغرباء كثيرون, جيوش من النمل أراهم يحملون يافطات البيع يرشقونها فى الأرض كشواهد.." لاأحد منكم يأتى " يدقون فى رأسى الخوازيق.." لاأحد "..إذاً سأغمض عينى عنكم ..أهز رأسى ..يصفقون..أهزها بعنف..يصفقون تسقط كل الأحلام  / الأفكار التى تملؤنى ..يهللون..يغلق المخرج أوراقه
طز ماذلت حياً