hosam hashesh

4



















حكايات_ لرحمة_ لا تكتمل

السماء لا تبتسم .. فقط تعطي لنا دوماً وجهها العبوس.. نمرر أيادينا علي جباهنا برتابة ..

  ثمة ابتسامة باهتة ترتسم علي شفاهنا ..الباص مزدحم والذي يهبط يصعد آخرون مكانه..نقذف بزفراتنا بعيداً "الباص " لا يتوقف.. مطبات الطريق كثيرة , أجسادنا تستجيب فتتمايل.. نتأرجح.. الحكايا تنقر الزجاج .. تعبر لي من بين الأجساد المحشورة.. فأبتسم , أغمض عينيّ لتأتين معها,بينما عيونهم معلقة بالفراغ, بشباك الباص الذي لا يلقي لنا إلا بعربات الكارو ..عرق الفلاحين .. حوا ديتهم الطينية .. ساذج من يفكر أنني سأبادله الكلام منشغلاً عنك إن تصور أنني سأفتح له عيني فتسقطين أنت ..تفرّ وجوهم من أمامي مسرعه .. وكحلم يمشى على قدمين تأتين , أستمع لوقع أقدامك تتشابك وإيقاع قطرات المطر .. تتسللين لفراشي ببراءة تخفيك ذراعيا عن عالمك الموحش .. أقص عليك _ كرغبتك _ كل الحكايا التي أعرفها , فتهزين رأسك في هيام تطلبين المزيد ..وكانت الحكايا قليلة ..فقيرة .. أستمدها من عينيك الواسعتين أخرج الشخوص من بين شعرك المنسدل كليل هادئ.. أخلط الحكايات .. أنثرها عند قدميك فتهب شطاراً .. أبطالاً يحلمون بمجد أمه , ووطن يبتسم لهم .. يفتح ذراعيه لأحلامهم كانت الحكايا تعجبك ولا تعجبني .. تحبينها ولا أفهمها

وألف لك شعرك

وأرخى الضفيرة

ورا ضهرك  

حين تغلقين أبواب عينيك أنسحب بعالمي السحري ..أبصق علي كذبي .. ململماً شطاري ووطنهم .. ألقى بهم في سلة المهملات .... وأنام

*                 *                 *                     *

كل شئ ليس علي ما يرام , يبتسم الصباح لنا مجبراً .. وكنا نلعب سوياً .. تمسكين بكرتك , تلقينها إليّ .. - هي ماما راحت عند ربنا ؟

ألقي بالكرة إليك ثانية .. ومرة أخري تقذفينني بها .. - وليه ربنا مارجعهاش ؟

لا مفر .. أحتفظ بها بين يدي .. أعتصرها بقوة ..تصعد روحها فأمسك بها .. كان جسدي مع   امرأة لا أعرفها .. ننام معاً , نأكل معاً ولا أعرفها . تنظر للكتب في يدي ودوماً لا تتكلم , لا يشغلها سوى الطبخ .. ستر ربنا .. ورضاي عنها .. الآن فقط أسمعها , صوتها بدا خافتاً مرتعشاً .. جسدها الريفي الممصوص ينتفض وهى تشير إلىّ إشارة لا أفهمها .. عيناها اللتان لا تعرفان القراءة أو الكتابة تكلمني .. هل كانت تستنجد بي ؟ ... بينما كانت روحي هناك بعيداً عنها .. أدندن لعرائس يافا .. أكتب الخطابات لنخيل غزه وأحفظها داخلي ..تقذفين بالكرة بعيدا يومها كانت تقبض بأسنانها ملاءة السرير .. بطنها يتضخم .. أنت تختنقين بداخلها .. جسدها يرتجف .. البيت امتلأ بأقارب يجرون في كل مكان .. يرمّون إلى بكلمات مبهمة وعبارات لا تكتمل ..قلبها لا يحتمل .. ستموت .. كانت تكمل كلامهم بصرخاتها .. أنت أو هي . كان اختيار صعب .. راهنوا على بقائها متشبثة بعمق الأرض .. فانتصرت ..برعماً صغيراً جئت  فكنت رحمة... انصرف الجميع , تركوا عزائهم في يدي ورحلوا .. أأبكى على من رحلت ؟ أم  أبتسم لمن أتت ؟... أبتسم وأعيد الكرة إليك

 يا صبية تململي مالك

والفرش والديوان ما شالك

 

وكان زجاج "الحضانة " يبتعد عني بعينك المغمضة .. رغماً عني.. لم أكن بعيداً عنك يا رحمة..ربما طالت الأعوام وأنت وحدك .. قطعة لحم تنظر لأفواههم من خاف الزجاج .. ستفهمين .. حتماً ستفهمين ..كانت حكاية أخرى ..هي أخر حكايات الشطار ..سأحكيها لك برغبتي كنا نمسك بأفكارنا .. نرسلها لقلب البحيرة الراكدة ..فلا تجيب إلا بدوامات ..دوامات لا تكتمل سرعان ما تعود البحيرة كجثة لا تنبض .. لكن الشطار لم يملّوا .. راحوا يعلقون أفكارهم يافطات في الشوارع / للعيون الخائفة / ولك يا رحمة.. كنا نحلم بمجد أمه .. لكن الخائفين لا يصنعون الحرية .. خرجت الوحوش من قلب البحيرة الميت تطاردنا .. كأنها قطعة من الليل تحركت بعيونها الزجاجية.. العصي والهراوات كانت تطحننا .. الأفكار تناثرت تحت نعال " البيادات " الوسخة .. والشطار لا يملكون إلا عقولهم وأرجلهم .. لملموا أفكارهم وجروا .. وكان الليل ورائهم .. الوحوش تكاثرت .. تعاظمت .. نادينا , لكن الأبواب أوصدت / العيون / القلوب وحدنا .. الليل يحملنا من ياقاتنا ويلقى بنا في جوفه .. ابتلعتنا الوحوش .. سافرنا في أمعائها  حتى وصلنا الجحيم .. آه ..قضبان قاسية مظلمة ..لا رفيق غير صدى أنيننا.. وملّ فلم يعد يأتي , كنا نصلب في الشمس الحارقة ساعات .. عرايا يرسمون على أجسادنا خرائطهم .. رحمة .. أحتاج لأنفاسك الدافئة تمررينها على جراحي كي أنهض .. افردي كفيك الصغيرين على جسدي .. امحي خرائطهم .. لكنك كنت بعيداً.. رحمة : هل كبرت ضفيرتيك؟ أتشبهينني ؟ ألك جبهتي العريضة ؟ عينا أمك الناعسة ؟ .. أنت الآن في السابعة .. هكذا تخبرني التواريخ التي دونتها على الجدران ..حسناً سأشعل لك سبع شمعات ولأمك مثلها والصيف القادم سأشعل الثامنة معك .. فقد أقسم أحد الشطار والشيب يغزو رأسه المستسلمة.. إنه إن خرج فلن يعود للجحيم ثانية .. وليأت من أغلقوا أبوابهم / قلوبهم .. طالما لم يتحرك التراب من تحت أقدامهم .. خرج الشطار جميعاً .. لم يأت أحد بأكاليل الغار حول أعناقهم .. لم يتغير شئ .. فقط عيون منكسرة .. قلوب أصابها المرض .. وقامة بدت منحنية بعض الشئ .. 

توتة توتة

ماتت يا رحمة الحدوتة