hosam hashesh

6



















ضمائر

1- أنا / نحن

الساذجون أمثالي

 يكتفون بالصعود إلى السطح ليلاً بحجة اصطياد نسمة هواء لا يشاركني أحد فيها ...

ذات مساء ... سيصعد ورائي أحدهم

ويضبطني متلبساً بالتلصص بعيون  " مفنجله" على امرأته البدينة النائمة " ملط "

سيشبعني ضرباً .. ركلاً ورفسا  - المؤكد سيفعل ذلك –

سيرخى اللجام لامرأته كي " تبططنى " تحتها وتكتم أنفاسي – وهذا غير مؤكد –

سأسمح لجسدي أن يبقى تحتها 

ربما  هي  اللذة / الراحة / أو هو ذلك الفضول الغريب لمحاولة اكتشاف ملمس تلك الأرداف الممتلئة ......

الطيبون أمثالهم .. سيكتفون بذلك

ربما لأنه ليس لك " كبير " يرد عليه ..

تفتح عينيك وتنظر باتجاههم جمعياً

هؤلاء العراة / الممصوصين كعيدان قصب / شعورهم المنكوشة / عيونهم الزائغة /ملابسهم البالية / أطفالهم العراة / دورهم المفتوحة دوماً / نسوانهم البدينات القاعدات عند عتبة الدار يطبخن .... بينما رجالهم بالداخل يدخنون المعسل ويرتشفون الشاي بأصوات مزعجة

 " أعتقد أن الوصف مازال  ناقصاً "

لماذا إذاً يغضبون منى ؟

ذات نهار وهم يذهبون جميعاً إلى موتهم اليومي

سأضبطهم - هم الآخرون  -  متلبسين  بمحاولة إخفاء فشل قديم.....

والإنصات لخطب سيادته عن محدودي الدخل .

       *                           *                          *                          *

 

2- هو

 

قام سيادته  ممسكاً " الميكروفون " فضجت القاعة الكبرى بالتصفيق والتهليل

اقتربت الكاميرا من رأسه – ربما ليبين لنا المخرج نوع صبغة الشعر الذي يستعمله سيادته –

واقترب أكثر من ملامحه .. لتطمئنا على صحته وتمنينا أن نبلغ السبعين ونظل نحتفظ بابتسامة طازجة ويدان قويتان قادرتان على مسك مضرب " الإسكواش " والشرشرة بالطبع 

-         لا مبرر للقلق ... اطمئنوا جميعاً

ما أن قالها سيادته حتى فاضت أنهار الدموع ... نهنه الحاضرون .. كادت مشكلة كبرى تحدث بسبب نقص حاد في مناديل " الكلينكس  "

لساعتين ظل يتكلم .. أسكرتهم أنفاس سيادته المعتقة ... فوضعوا ملايين البطيخ الصيفي داخل بطونهم الخاوية ....

خرجوا  يسكبون الزيت والسكر والأرز الفائض عن حاجتهم

قبل أن ينتهي من خطابه ....

استعاذ سيادته من وسواس المعارضة الخناس الذي يوسوس في صدور الناس

وراح الجميع يتفلون عن يمينهم ثلاث وعن يسارهم ثلاث

وأمامهم مباشرة يتفلون مرة واحدة .. وثقيلة  ....

  *                      *                            *                         *

3- بعضاً من الآخرين

 

للمرة الأولى اخجل من كوني محام  

كيف سمحت للبيادات الوسخة أن تقتحم نقابتنا ؟

كيف لم أكن هناك فاغرق شارع " الإسعاف " ببصاقي

وودت لو احمل كل المتظاهرون على رأسي ... بينما أقدامنا – معا ً – تدهس دروع الآمن المركزي ..

وورائنا نقابة المحامين ويافطات الشجب والتنديد

صورة تستحق بالتأكيد أن ينحت لها تمثالا , ويوضع منتصف ميدان التحرير...

لكنى لم المحني في أية صورة .. ربما تأخرت

لم أر المتظاهرين .. ولا اليافطات ..

فقط كان مبنى النقابة .. وآلاف الخوذات السوداء وأنا

همس لي أحد الأصدقاء المتظاهرون المختفين وسط المارة

-         البعض ذودها شويه .. ليقبض عليه

-         لماذا ؟

-         اهو بيعمل تاريخ لنفسه

دهشة واستنكار- مني بالطبع –

أكان البعض يلقي بأفكاره وأجساده تحت النعال

من اجل شهادة تقدير وحفل تكريم للدفاع عن سجناء الرأي!!!!

*                        *                        *                       *

 

                        4 – البيادات

 

الجمعة الموافق 1/2/2005

كان يوما شديد البرودة .. بحثنا له عن شمس تردعه فلم نجد

معرض القاهرة الدولي للكتاب ال37 كان مزدحما

فتشوا حقائبنا .. بحثوا تحت جلدنا عن ممنوعات .. حمدنا الله أنهم لم ينتبهوا لقلوبنا

حيث تختبئ آلاف آلاف القصائد لدرويش ومظفر و....

منذ دخولنا وهناك شيئا ما غريباً لم نفهمه 

 سرعان ما فهمنا

فهناك كان اثنان وثلاثين متظاهراً يحملون ورقات صفراء مستديرة كتب عليها " كفاية "

فقط كانوا اثنان وثلاثين  يحوطهم إحدى عشر ألف خوذة باثنين وعشرين ألف بيادة

ناهيك عن الدبابير والسيوف وأجهزة اللاسلكي وكاميرات مراسلي وكالات الأنباء

لم نجد لحظن الحظ أية دبابات ولا صواريخ مضادة للطائرات

تأملت ملامح الجنود وأنا أعتصر دماغي كي أتذكر قصيدة عفيفي مطر

 التي ألقاها لنا محمد عبد العال في شارع التحرير

"  البلهارسيا .. الترعة ... "

أنشطة المعرض جميعها أصابها الشلل والموت

فقط كان هناك ثلاثة مجانين يجلسون وسط الكراسي الفراغة .. اثنان منهم يناقشون رواية مجنون رابع .. بينما ظلال البيادات والخوذات ينعكس على قماش خيمة الإبداع

كيف نخرج من هذه الورطة ؟ خاصة بعدما فرضوا حظرا على الدخول والخروج

كيف نتفاهم مع هذه الملامح المنقوعة في ترع البلهارسيا

تطوعت وحكيت لأصدقائي المجانين آخر موقف حدث لي مع إحدى البيادات

كنا في مبارة " الأهلي والمنصورة " .. جاءت جلستي بجواره . قلت له:

" الدفعة بيشجع الأهلي ولا المنصورة ؟

فأجاب ببساطة وحزم : أنا جاى مع مجدي بية...

والله لم أقصد إضحاك المجانين هؤلاء.. لكن كيف سنجعل هذه البيادات تبتعد قليلا كي نبدأ الندوة

كيف نأتى لهم بمجدي بيه

انتظرنا ساعات  حتى انتهى المتظاهرون وانفض الجمع الكريم

المجانين أنهوا ندوة العشر دقائق .. وسرعان ما اختفوا بين البيادات والوجوه الممصوصة....

  *                                          *                                        *